الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية إلى نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر: مصالح النهضة أهمّ من التحالفات

نشر في  13 نوفمبر 2014  (10:17)

في البداية، لابدّ من التذكير بأنّ كل الأحزاب الديمقراطية التي اقتربت من النهضة فقدت أغلب أنصارها لأنّ ناخبيها في 2011 جلّهم من الديمقراطيين والمثقفين ومن المدن الكبرى.. وبمرور الزمن عبّر مساندو هذه الأحزاب عن استيائهم وغضبهم لأنّ قياداتها لم تكن وفية لمبادئها ولا لبرامجها بل كانت لها حسابات أخرى..
فبالنسبة للتكتّل الذي يرأسه الدكتور مصطفى بن جعفر فقد كان حليفا لحركة النهضة خاصّة في المجلس التأسيسي، حيث تهجّم على  النواب الديمقراطيين وكانت لرئيس هذا الحزب كما لنوابه مواقف استفزازية رفضها أنصار الديمقراطية خارج المجلس في حين كانت حركة النهضة تتعامل بدهاء مع الدكتور موحية بأنّها سترشحه للانتخابات الرئاسية،  من ذلك أننا استمعنا للسيد رياض الشعيبي يلقب مصطفى بن جعفر بـ«رئيسنا» عندما دعاه في قصر المؤتمرات الى أخذ الكلمة خلال الاجتماع الضخم  لحزب السيد راشد الغنوشي..

وفضلا عن ذلك، لم تكن لهذا الحزب مواقف حازمة وضاغطة للحدّ من انتشار الارهاب والأسلحة رغم أنّه كان قادرا على ذلك لكنه تجاهل انهيار الدولة وتغوّل النهضة في مفاصل الدولة.. ومقابل كل هذه الأخطاء السياسيّة الفادحة يحسب للدكتور مصطفى بن جعفر مواقف اتخذتها لمنع النواب المتشددين الدينيين وحلفائهم من إحكام قبضتهم على التأسيسي ورفض الحوار الوطني.. وفي الآونة الأخيرة كانت لرئيس التكتّل مواقف سياسية مخجلة،  فقد بدا للرأي العام وللملاحظين وكأنّه يتسول رضاء حركة النهضة ومساندتها لترشّحه لكنها خذلته ولم تدعمه ولم تكافئ «تضحياته» وتحالفه معها ولسان حالها يقول: «لن ألعب بالنار فأنا مع مصالحي قبل أيّ كان».. وفي الواقع انّ السياسة ليست هناك تحالفات بل مصالح ونعترف بأنّ الدكتور بن جعفر افضل بكثير من رئيس الجمهورية الموقت الذي كان سببا في كوارث سياسية.
أما السيد نجيب الشابي فرغم أنّه كان من كبار المعارضين في الماضي ومن السياسيين الذين ناضلوا من أجل الديقراطية وذلك بشهادة كل النزهاء.. فقد ارتكب أخطاء فادحة خلال حملته الانتخابية لسنة 2011،  وما أشبه الأمس باليوم فباقتراب انتخابات 2014 لاحظ المحللون تغيرا جذريا في مواقف مية الجريبي واياد الدهماني وعصام الشابي، كما لم تكن للسيد نجيب الشابي مواقف واضحة من الترويكا وخاصّة حزب النهضة فقد ظلّ يكرّر انّه لا يرفض ان يكون رئيسا توافقيا بعد أن أعلن حزب راشد الغنوشي ان تونس بحاجة الى رئيس «توافقي».. ولقد كانت هذه الضبابية في مواقف الشابي سببا هامّا في انهزام حزبه في «التشريعيّة» وفي الأضرار بصورة اهمّ قادته الذين كانوا هزموا خلال الانتخابات التشريعية الفارطة رغم سجلّهم النضالي..  وان لم يحظ السيد نجيب الشابي بمساندة النهضة بما أن أنصار الغنوشي سيصوّتون لفائدة المتشددين فقط، فانّه سيمنى بهزيمة مدوّية..
انّ السياسة تحكمها المصالح الدائمة أو الظرفية، فهي  التي تحدد التحالفات، ثم قد تلغيها اذا لم يعد يرجى منها أيّ نفع.. ومهما يكن من أمر فرغم الأخطاء التي ارتكبها بن جعفر او الشابي فإنّهما سيظلان من رموز السياسة الذين طالبوا بالديمقراطية وبمدينة الدولة قبل 2011..

المنصف بن مراد